الخميس، 30 أغسطس 2012

غراب يحلّق فوق أحلامي


خيوطي واهنة

غرابي معلّق فوق أحلامي

منذ أيام يلفحني بشؤمه

يربض أمام بابي

يبحث عن مدخل إلى أحلامي

ما أكرمه حين يشتاق إليّ!

حين يقلّ إليّ أحبابي

وينفثهم مع نارهم إلى مناماتي

بجليد مشاعرهم يتفنّنون في قتلي

ويأس متناهٍ لا أصغي إليه

فوحدها الحياة تعيدني إلى نفسي

ووحدها الأحلام ستحررني من ذاتي

الأربعاء، 29 أغسطس 2012

طفلة القيثارة


أنا اليوم.... نكهة ليلكية

امسك مرآتي وأتعطّر بالمساء

في نهارٍ مليء بسحر الأبعاد

برحيق الجرح والأحلام

بتواريخٍ تتجرجر فوق الأيام

تتكسّر مع سطوع الحنين ونيران الأشواك

تحوك فوق أسرّة القطاف خلق القلوب عند بداية التّكوين

هاجسٌ حضنته النجوم

خلف مرايا الأيام وعرش الآلهة

وقتلته

بخنجرٍ....

فاستيقظت في قصيدتي

كياسمينة

حملت أكمام الكلام

غسّلتها بشفافية الأزمان

فتغيّرت عند أعتابها اللّغات

تفتّحت مواعيد... وأُغلقت مواعيد

فاخترقتنا شظايا

ترنّحت فوق أهدابي ونامت

في غفوة الرّقدة... وتدلّت ببراءة حور العين

فأصابت

ولم تصب

حواسي العشر

أصابت طفلة بصعقة آنية قاتلة

ولم تُقتل بعد

كأنّها تعيش في عمرها عمرَين

بوريدٍ مذبوحٍ وشريان مخدوع

فانطلقي يا طفلة

بقلمك المحفور في أقبية الكون

من كتَبَ صفحاته بحميمية القيثارة

فناداها أورفيوس منذ مئة عام

فاللّحن تآكل عند جناح الكلمات

والآذان صُمّت في متاهة الشراع

وهي ما زالت قابعة خلف قلمي ودواتي

قيثارة مع علامة فارقة

فضحت إنكسارات وجعي

فقبّلتني لتبسطَ جناح لحنها الغريب

لحن النّور بتعطشٍ من النّار

لحن غزالة مسحورة بالغار

سابحة صوبكم مع جواز مرور

من دون خيانة لهذياني فوق سحب النّهار..

الثلاثاء، 28 أغسطس 2012

موعدنا المنسي


حين انتظرتُ موعدنا المنسي فوق السّحاب

عرفت قيمة ان أعيش مكسورة الجناح

فوق كرسي جمعنا وفرّقنا في ليلة حصار

لا ضوء، لا شعلة ثقاب

فقط كلمات نسجتها فوق حكمة النّهار

وضاع القرار

ضاعت لفافات الورق عند الاحتضار

وصلّيت مع بومة مقتولة فوق عنق الرّياح

بعثت بشؤمها لحظة إعلان التّاريخ

لتتطاير معها رماد أشعاري فوق التّراب

فاحترق بلوعتي مع دفتري ومحبرتي والدّواة

وأجهل أغنية الغبار وتراتيل المساء

فأعبر وحدي التّاريخ وأمضي مع كل نهار

إلى شمس أشرقت لتغربَ من دون أن أراها

من دون أن أعاقبها .. فأسدل أشرعة الغياب..

 

 

روعة صباح


صرخة نورسٍ أطلقتها عند الصّباح

متسللة بها إلى ألياف العشقِ

فاتحة ذاكرتي الماضية الحاضرة في النّفسِ

وأعلنت التّخطي

ثورة عابقةٌ بأنين التّجلي

بكلماتٍ متناثرة كالكلمات مع القلمِ

ومضيتُ أنسجُ ألواني المهترئة القديمة

في عيونس غابرة مرتاحة وسقيمة

فحلّق تعبي وخلق وجهًا آخر للألم

تصبّبت منه دم الخرافة فوق  الورقِ

ومضيتُ في سفري من دون حراكٍ وبوجعي

فالممكن بات مستحيلا في عالمي

بحثتُ عنك في تراتيلي... في ناياتي

فلم أجد غير ثعبان يتقيأ سمومه فوق جسدي

في عالمٍ يقتلُ أحاسيس الصّمت بالحجر

ليتني أبتكرُ جزرًا جديدة.. شطآنها ورد ورياحين

أمواجها معتّقة بخمرة القلوب.. وهيجان الطّيور

فعندها أستقبل روعة الصّباح.. تائهة مع عصفور

في رحلةٍ لن يكون فيها انتظار

أعانق فيها قراراتي وأرحل

من دون أحلام تمضي ولا تعود...

الاثنين، 27 أغسطس 2012

أنتظرُك لأرحلَ


تتراقص مع إيقاعات الصّباح مغتالا

وترافق نايات الفجر مغرورًا

بغيابك المقصود... ورحيلك الشّهي

وتذهب مع انفلات نغمكَ والقصيد

فمهما ذهبت مع رياح المساء والأصيل

ومهما عرجت من دوني صوب المغيب

فأن لن أنتظرك كباقي النّساء

لن أكون مثلهم في اللوعة والأنينِ

لن تجدني حاملة جرة أبكي ملتاعة

ستجدني أودّعكَ بقوافل الملح

وستعود...

يوم تلدُك أمّك من جديد

فاعتني عندها بعطري وشَعري

وأرتدي أجمل الثّياب

وأكسو نفسي ببسمةٍ

تعلو شفتي

لأرتقب قدومك ... فأذهب في رحيلي...

عطرّك سر حاضر في نفسي


عطرُك سر ضعفي وعشقي

يتبعني مع رياح الصّباح ويمضي

يتبختر كالطّاووس في حضن قلبي

ويترك في المكان لساعاته الأفعوانية ويقضي

على بقايا أنثى ذوبها حنين العطرِ

فكّ على مهلٍ شيفراتها العشقيّةِ

وتركها تتلوّع مع حصتها في العطرِ

كم مرّ على نفسي روائح جلّنار وسوسنِ

لكن عطرك يشرق في نفسي

يحملني فوق جناحي يمامة

ويتركني فوق سحابة الكتابة

فيتطاير رذاذ عطرك مع كلامي

وتحوك اللغة سر التأثر والتّأثير

وعاد بعد الرحيل


وعاد بعد رحيلي

يشكو إلى نفسي فقر روحه إلى الصهيل

عاد يعدو كالرّيم فوق حقول نفسي

يدعوني إلى العودة ونبذ الرحيل

لكنني تغيّرت

رحلت عند العودة

فاليوم بدأت طريقًا تغيّرت خطاها

اليوم عاينت رحيلي

وغمرتُكَ به

وارتكبت بحقّك جريمة قتل

في عودتي... أو الرجوع

قتلتني.. فقتلتك

بنار بُعدي حرقتُك

فجراحك بعضها يُقال .. وبعضها يُضاء له

شموع الدموع.. ونايات الجنون

يا رجلا مارس أنواع التّعذيب كافة

اليوم رددت الصفعات ... فلماذا البكاء؟

ولماذا تعدّ النجوم عند غيابي؟

لقد أحصيت في غيابك الجراحات

واليوم أتركك فوق حافة النسيان

تمرّ الغواني... فلا تنظر

إليك... تنظر إلى رحيلي

سحقة الحياة ... صدمتها عابقة بالدّم

وصدمتك كانت نهاية الأحاسيس

الأحد، 26 أغسطس 2012

إكسير الحب


سرقتُ من جيوب السّحاب إكسير العشق

وازددت عجزًا وتيهًا أمام غليانه فوق القلب

فذاكرتُ مع الليل ديوان الغرام

لأفهم تفاصيل الحب وحواسه

غير أنني لم أرَ سوى مرادفات لغته

عابقة بشهقات الغياب

تعانق كل ليلة دفاتر العشّاق

السّاهرة مع نجوم اللّيل

تسقي بقايا تفاحات

قضمتها عاشقة

 أثمر الحب بين يديها تأوهات

وحفظت عن ظهر قلب دفاتر مخبّأة

في درفات الزمان

بين ثناياه شمس وقمر

وذكريات عابقة بالحنين

من منّا لم يتناول إكسير الحب؟

من منّا لم يعِش كضيف بين دفّات الأحلام؟

واستبق القضاء والقدر

فانتزع خنجر حبّ

ولد في زمنٍ ومات في آخر.....

الجمعة، 24 أغسطس 2012

لن أصرّح


دائمًا في أحلامي


وأراه في حُلمي يفكّ جدائل شَعري وشِعري

يغطي كتف المساء بهما.. ويمضي

يصغي إلى صمته متلوّعًا... ويغطي رقع الكلامِ

فينسدل نور القمر كثوبٍ على جسمه

وتولد معارك اللّقاء عند أولى خطواته

في رواق الغروب.. وعند قناديل المساء

وفي نظري... ما زلت شاغل بالي

وشغفي أن أربّي أحلامك في كل اللّيالي

وأخبئها في جرارٍ صباحيةٍ.. في صحراء المعاني

أكلما أطلّ قمرٌ... دنوت من أحلامي

حملتَ ظلّك .. ووشوشاتكَ.... ودندنات نايك

وسكنت حرم أفكاري... أيقظتَ الوعي واللاوعي والأسرار

تلاقحت لغتكَ بوحيك المنتظرِ

هو البوح.... كلما مارسته علنًا ... رددته مع مشاعل السّحاب

حسبي فقط.. أنّك في منامي

وحسبك... أنني فاتنة المساءِ.....

إطلاق سراح اللغة


الخميس، 23 أغسطس 2012

خطوة مرهقة صوب الروح


أورقتْ براعم الحنين فوق غصون حياتي

وهلّلتْ حين ظهرتَ فوق دروب مسائي

يوم تهادت عيناك كدرّة في البحرِ

وانسحبت خلف خطواتي على مهلِ

كيف اهتديت أيها الشّاعر إلى روحي؟

وألغيت كومة الضّجر من بحاري

أطلقت رائحة الفلّ في صمتٍ

فامتصّتها أيامي بشوقٍ مرصّعٍ باللّهيبِ

خطوة مرهقة.. خطوة مزهرة

وتورق بيادر كرومك بنظراتي

فاحترق كما تشاء بعنقاء حبّي

وانثر رمادها فوق الجروح

لتحيا من جديدٍ.... نباتاتك في العروقِ

الأربعاء، 22 أغسطس 2012

لي خلوة معك


وأنتظر يومًا آخر

ولهفة أخرى

لأركض بين ظلالك وأقتل شبح غيابك

لأنصرف معك بمشاغل كثيرة

فلتكن قظًا يا أميري

واتّحد معي مع حضورك لا المغيب

لي خلوة خاصة مع صوتِك الشّجي

فلا تسرق مني خلوتي

لا تحرمني من عناق أبدي

خطاي لا تجعلها واحدة

كن أنت السّبّاق معي

ريثما أُنهي وليمتي الشّهية في التّحليق مع عينيك

انا وأنت


أنا وأنت... وكتابنا المعهود

جَمَعنا... احتوانا بين السّطور

أنا وأنت... جمعنا الخيال

لنسير تحت السّماء

وهمس الجفون

نحلمُ رويدًا رويدًا في خلق حُلمِنا

كلما ضاق في الأرض... حلّق صوب الغيوم

ومشى فوق كوكبٍ آخر... وبدّل لغة العيون

لنا كلمةٌ واحدة لن تفرّقنا...

لنا حبّ لا يخون

ولي معك قصة غريبة

لي معك حلمٌ ...

وحنين إلى أشيائنا الخاصة

ما زلت حيّة فيكَ

حفنة من الدّموع أرسلها لك

وهمسات مؤلمة لن تزول

أنت الحاضر الغائب


في منفاك وددتُ العيش حرّة

فوق نبض قلبِك أردت الذكرى

وفي حضورِك عقدت هدنة

مع الحرف.. مع القلب

لم يبقَ لي معك سوى تأمل

بعينين طافحتين بالأمل

لأضيع مرة معك في الحياة

مرّة واحدة

أسرق منك عنفوانك الغريب

وأتوه مع صوت ولادتِك والأنين

أحببتك غيبًا... وأحبك حضورًا

وسأحبك حاضرًا ومستقبلا

فقد اتّضح الطّريق

من عينَين خاطبتا شمس الأصيل

وعبّرتا عن حبٍ أخضر لامع

تعب في مشواره وتناثر طوعًا فوق دروبي

اليوم أعلنتك حاضرًا دائمًا

رغم غيابك بين الحشود

الثلاثاء، 21 أغسطس 2012

كتبتُك بطريقة مختلفة


في أقبية النّبيذ وضعت لهفة مخمّرة بك

وحلمت حلمًا مسائيًا معتّقًا بروحك

واسترسلت معه بابتكار لهجة جديدة للتّعبير عنك

أعدت بها تركيب الزّمن المنكسر على أعتابكَ

لأنهزم فوق قصائدي الحائرة منك

إغواء شِعري لم ينتهِ بعد اعتلائي ذكاء قلبكَ

ورموزي المستجدّة في الحياة قابلة للتبدّل عندك

فأعيد صورتي الشّعرية إلى قلبي.. وقلبك

ومارس علنًا هواية المدح لكلامي عنك

لا تعبث بإدماني غيابك وحضورك

فأنا في رحلة اقتلاعي من الزمن بكَ

هو التّاريخ يعيد نفسه بطرقٍ مختلفة معك

يجعلني بين الأرض والسّماء.. طائرة صوبكَ

عشرون عامًا مرّوا ... وما زلت الشّظية المغمدة

بروحي... وروحك

التهامُ كلامك الصباحي




انقضّ على كلامك صباحًا كجائعة

وأشرب من حرفِك المبثوث بين صفحات العشق

بلا كتاب... بلا عنوان

أحرص فقط على التّلذذ بها

بعبثٍ بطوليٍّ أرتشفها

وأعود طفلة شقيّة.. ذكية.. عصبية

إلى ورقةٍ.. وقلمٍ مجنونٍ بك

ومن فرط رهافة الحرف أودّع الورقة باكرًا

فكلمتي انتهت... ورعشة القلم في يدي تراجع

عند تدفّق عطر الكلمات فوق إغراءات الألوان

وأقف جانبًا مبهورة بحسنِك

بيومِك المرتبط بيومي

بانسدال جوعك النّهاري أمام بابي

وأقدّم لك صباحًا مختلفًا

صباحًا... حاضر فيه غائبًا

تكسّرت له المرايا

عندما لاح هاجس الحبر من بعيدٍ

ونامت على الورقة كلمة وعيد

ترتعش من تقاطع كلمتَين

ولدتا لحظة انبلاج الفجر

فنزفت طربًا لوحشة اللّيل

وأخذتني صوب مكتبي وصوب غيابي

وطرحتني على مقعدي الخلفي

لأنبتَ من جديد حبّك فوق الورق.

الأحد، 19 أغسطس 2012

وعاد الصّباح مع لحظة ارتشافِكَ

وعاد صباحي المعتاد
فنجانه الشّهي... واللّفظة المُرتقبة
كدعاءٍ يقظٍ تتدلّى أمام نافذتي
فأقطفها من سمائها وأرددها مع نفسي
وأشرب فنجاني.. وأضيع فيه
أستحضرك معه.. أستحضر الحبيب
وتتمزّق الألفاظ طيّعة معي
فأسدلها على ورقتي برقة الهديل
تحت الزّنبق والياسمين أمعن في زجّها
لتفوح في درب قلبك المفقود
ما نفع كلامي الصّباحي
إن لم يدخل بخلسةٍ
إلى عالمِك الشّجي
يهجرني التّساؤل... وأعود إلى إحتفالي
مع فنجاني الصّباحي.. ولذة ارتشاف رحيقك فيه

السبت، 18 أغسطس 2012

صبيحة العيد


في صبيحة العيد

زهر البرتقال جيّد في الانتشار

 يُهديكم ألطف الكلام

نجوم الشّعر تخاطبكم

وقع أغانيها مخدّرة لكم

فاح عطرها... مع العيد تفشّت

كلمات وقعُها كالريح انتشرت

أمنيات بين مفاصل العيد خُلقت

 ونبتت... مع أول معايدةٍ سرحت

في زمن الزّنبق وأكاليل الغار

 غنّت الغيوم فوق ميادين السّهار

جادت الأعين بحروف من ذهب

عيد... إلى موائدنا عاد

يحمل معه موسيقى المحبة

يحمل لذة الأطفال

على أبوابه اغترفت نوعًا من المعايدات

لأرسمها عند صفحاتكم بعد ساعات الانتظار

ومن شفاهٍ مدوية.. أصرخ هاتفة

من رموش العين أخيط جملا

تقول:

حلّ العيد.. فاح العطر

حانت الرّقصة مع الزّمان.