وانتهى زمنُ الفضائلِ
عربشَ الغدرُ فوق الأماني
اليوم... أنعي لكم انتهاءَ الأخلاقِ
وأواسي كل فتاة ورجل في الحياةِ
فقد أقمنا جدارَ العزلِ بين الأحبّاءِ
وبدّلنا أخلاقَنا باللاأخلاقِ
طوّرنا خرائبَ الثّقافةِ
أحرقنا خيوطَ التّرابطِ
وصارت الدّماءُ سمةَ الأيّامِ
لم يعد الجار يراودُ الصّباحاتِ
لم يعد الصّديق في الحياةِ
فالمصالحُ سيطرت وما عاد الحبّ يُجاري
كلّ يغني وحيدًا... من دون لحنِ
كلّ يسكرُ بحروف الآخرِ
ينكر الصّديق... والأخ.... والجار
كم مرّة سنذوق في الحياة طعم الغدرِ
كم مرّة سنتكلم على الآخر
وننشر غسيلَه وننشر أخبارَه مثل السّم القاتلِ
كم مرة عانقت غيرة الحسّادِ
من نجاحات متعدّدة واعمال فاضلة
وأتفه من كل هذا...
نراه يضحك في وجهِنا بأسنانٍ لؤلؤية صافية
لا تعكس صفاء الأخلاقِ
يا حياة.....
يا من حمّلتك رغبات الرّوح
لِمَ تلاعبين الإنسان وتجرّحين به
لِمَ تجعلينني رهينة للأغرابِ
وتُبعدين عنّي.... وتبتعدين في احتياط
لِمَ لا تأتين بعنقاء جديدةٍ
تُحرق تلك الأخلاق
تلغي حرية صفراء... صارت بالفطرةِ
تنالُ من مراكبِ الزّمن هجرانًا يعبث بالذّات...