الدّمعة

حين تخنقني الدّمعة

تنهال دمعة دمعة

ألف آه تتساقط

واصير طريحة فراش الحزن

لا نظام فرح.. لا نظرة أمل

حين تبكيني القصائد

وأضحى محرّمة عن الفرح

كحبة زنبق يفوح عطرها باكيا

كشتلة في الدار لا تسقى

فأنهار فوق حوافي الفوضى

عارية من السعادة

وألغي مواعيدي كلها

ليلغيني الزمان

حين أختار الموت كحلم

والشهادة رغبة

وآوي إلى سمائي

حينها

أكون قد بدأت أحزاني....

28/2/2013

لعينيك

لعينيك حبيبي والمدى الأزرق

جزر الحب تنجلي

بحياء وشوق ترتمي

لتمزّق رئتي بغيابك البارد

تنفيني جزرك اليوم عن ضوء الشمس

وأعود،

لمحبرتي وذاتي

لنشيجي وحزني المترامي

فِكري أنت أم كياني

أم معلقة ذهبية فوق أوتاري

صحوة أخرى أم صدمة من صدمات الحياة

أم أنك قناع لفّ رحيق الغار

لا شيء لدي سوى يوم مرّ

غادرني فيه الفرح مستعجلا

لي فيه قصائد شتّى

وجع أليم دفين علا

بايعني مساء غريبا مستسلما

في نفسي الحيرى

والساقطة في صمت الموتى....

 

أمير صباحي

نتوّج ملوك الزّمان فوق ممالك واسعة

وأتوّجك اميرًا وملكًا فوق آيات صباحاتي

لتعيش وعدًا ووعيدًا بلقاء طاهر عفيف

وتحلم بسلام ملوّن عابق بالأحلام

فلا تتكسّر عند اعتاب القافية

وترمي سلامًا باردًا

فقط حلّق بين مسامات حروفي

واخلق كلامًا مختلفًا

وانثر أبيات العشق...

ولا تودّع صوري وكلماتي

فقط استمر  في نسج العشق

حتى تقفل أزرار القصيدة على نفسها

وأكوّن ثوبًا مزركشًا من حروف النّور

لونها بلون عينيك

وخيطُها من نسيج كفّيك

وحريرها كملمس الطّهر فوق شفتيك

 

اوطن العربي

 

الوجوه في الأوطان يابسة

من إنسانية ماتت ثمارها

أينعت دمًا وقتلا وحروبًا

وهاجت مع هيجان الأنقاض

يباسٌ... والأعجب منه أفول اليباس

ومرايا رجمت أخلاق العروبة

نقشت الجوع والرّعب فوق الجباه

كل الدّول العربية وطني

مصر وبغداد وبيروت والشّام

في ضياع أمّم أغوص باكية

لمجد عرب زائل... لا محال

في بلادنا نصلّي

وصلاتنا تهمس فوق جباه الأطفال

تنحني إجلالا لطفل يُقتل

وإمرأة تبكي من الموت

كلّنا باسم المحبّة نصرخ

باسم العروبة والكيان

يا بقع المجد هلّي علينا

نحن وطن واحد

لا نريد دموع اليتامى

لأبٍ مات تحت ظلّ رماد

وأم ناجت ربّ السماوات

وطفل يبكي حرقة اليتم

وفتاة تمشي في عرس الأنقاض

تزاوج حبيبًا أتى ليرحل

شهيدا من شهداء الأوطان.

فوضى العطش

ولدتُ في يوم عاصف

وملأت جيوبي بثقوب مريرة

وقطفت حروف العنّاب والياسمين

لأطوف بين جذع شجرة فائضة بالروح

كتبت عقارب ساعتي بحروفي

واشتريت القلم والقرطاس والحبر

وشرعت أشتكي لورقة بيضاء همّي

فذابت عناقيد أيامي معي

في احشائي حمّى الربيع آتية

تسهر عليّ.... تجافي قلبي

ومع ذلك أنتظركم

انتظار العطشان للماء

لا أستطيع الاستسلام

ولا النّوم فوق أمواج غضبى

في كلماتي أحترق وحيدة

لتصرح عنقائي وتحرق النّزيف

لن احيا معكم بعد الآن...

لن اكون رمح السّجان

نبض آخر

بداية جديدة ....

في نبض مختلف....

بلغة نسيجها من ذهب...

وقصيدة لها عبق آخر...

مزج بارع في الخلق...

حروف وقعها كوقع السهم في القلب

وكلمة ثقتها بالتّعبير تفوق المرتقب

جملة التصقت بكلماتها بخيط الحبّ

ونصّ مسبك الخلق

كلّه التقى في كتابة جديدة النّوع

روعتها بمضمونها المتقن

حين دخلتَ غيّرت مجرى الكون

التقت الأنهار بالنجوم

وحلّقت الأزهار مع الطّير

خلف ستائر الحنين

أعيش في عينيه من كثرة الشّوق

حين تصمت تسافر حروفي صوبك

وحين تتكلم تندهُنا الاقمار الفضّية

سأفتح نوافذ العشق لك

وأنتظر نسيم الانتظار....

 

كم يليق بك!!!

كم يليق به الحب!
ويليق بي الكتابة عنه
كم أسعى إلى إرتوائي منه
واختراع أبجدية منتشية له
سرّ هو
والأبهى من السرّ حضوره
رجل يقف أمامي مبهورًا
بسحر الوجود والكون
إن ناديته لبّى
كأنني زهرة تتفتح بين كفّيه
وإن نظرت إليه
صحا من نوم عميق مسجّى
فوق مائدة العشق تناولنا
لحظات من الحبّ المتدلى
يا رجل سار بين أوردتي وشراييني
كيف ألتقي بجنّتك العالية؟
وأنت فوق الجنان بجنّة
تحت شجرة الصفصاف
كان الملتقى
وكنت عابقة بالخجل والرّقة


 

من دونك صفر

 

في مدينتك أستغني عن نصفي

لأنّك نصفي

موضع اعتزازي وهمسي

الصّفرُ معك واحد

وأنا من دونك صفر

يحارُ علماء الكواكب بنبضي

وشهبي المرفرفة فوق الآه

من جهة ضوئك ألتمس الفجر

ومن جهتي أعلن انبلاج الحياة

يا من سكنت ربوع يدي

حلّق فوق أفكاري

لأنني سأسهر دائما

كي أكتبك في سحر الفوضى

جمال ليلك غير كاف

لأصف طيبكَ يا ألقي

عبر هذا الفضاء الواسع

أشتهي أن أضمّك ثانية

إلى قلبي

وجعي

سألته معذبة نفسي

لِم أنت بعيد عني

كخيمة تغطي لغتي

وتعانق كواكبي المتحطمة

على جبينك تاج مرصع بالحبّ

وفوق عينيك زخرفة اللآلىء

حلمت بك البارحة

فحقّق لي حلمي

ارسُ بموانئ سفنك عند خليج عشقي

ولفّ وشاحًا مخملي النّبضِ

واترك لسعات الزمان للآخرين

فأنت غير الكلّ

توقد اعصاب اشتعالي

وتقبّل ياسمينات عمري

السهد ينسكب بين كفّيك متوردًا

بنشيد باذخ في الثراء

شباط مرّ على خرائبنا

وأيقظ شهوة الحبّ المتدفق

وعطش النّدى لانهمار مائك

وتشهيّت للقاء بك

ولذكر اسمك المغموس في فمي

معتّق كالنبيذ المخملي

ما كنت معك سوى زهرة

سقيتها من دمك

فأحييتك في دمها إلى الأبد....

 

 

صباحي معك

مع صباحي الباكر

والرّشفة الأولى

والذكرى القديمة

عدت إلى وسادة غير مأهولة

ارتشفت ذكريات مبللة بالدموع

وجعًا هدّني من دون رحيل

واقتربت من لسعة الفجر الغريبة

لأرتمي بين أحضان استعارة مجنونة

ألتفّ بصورها... أعانق حضورها

وأرفع يدي صوب السماء بدعاء

يا ربّ السماوات والبحار

كم كان حبّنا كنيازك الغروب

تصيب الجميع من دون قتلهم

وحدُهم قتلونا بسهام الغدر والهروب

وتُبنا عن لقاءاتهم ولن نتوب

فعطرهم واسع الآفاق لا يزول

وسحرهم ينبض كل لحظة عند الغروب

كيف لي أن أنسى لقاءا مكتوبا بالعهود

كيف لي أن أخرج من رحمِهم من دون جروح

وأجلس على حافة موقد بجمراته يلهب القلوب

كي ازيل بوادر ألمٍ مسكون مسكون

 

22/2/2013

 

 

 

 

 

مسكونة به

مسكونة تحت جناحيْه

تائهة من نفسي إليه..

على مرمى الخلق في الشعر

ظهرَ

ليكون الشّعاع وانعكاسه

أنت... من أنت؟

حين تكلمني ترتعش مفاصل نفسي

وأمتنع عن البوح

أمتنع عن الكلام

بمجد اسمك حللت يومًا

وبمجد اليوم والمستقبل

فصيلة زهرك نادرة الوجود

فلا تخدش زهراتي الفواحة

أيها الليل كيف لي ان أراه

وأصبّ في كأسه قطرات الآس

أتجه معك نحو غيب فاتك بالذات

وأصادق الفضاء لأنثرك

مطرًا مموّجًا في الذاكرة

فاختر اسمًا لي

واختر نقشًا بي

ولا تنسى أٌقواس قزحي

فهل تُحرجكَ قصيدتي

أم هي أيقونة ستعلّقها

فوق الراحات

 

رجلي

 

تتشابك أحلامنا

والشّمس تفتح ممالكها

بعد أن داهمني حلم جميل

وَقعُهُ كوقْعِ زبد البحر

شعّلَ كلماتي

فأينعت ثماري الشّعرية

فوق قصيدة كتبت مجد الأمس

كأنه خرج من معجمي الفضّي

ناثرًا وداعته فوق أسطر الجمل

كأنه يتقمص نفسي

ويتّحد في ذاتي

لتنسج الكلمات باقه وردية له

تفوح رياحينها فوق دربه

وها هو الزهر يترنح من حلوه وحسنه

هوذا ساكن في نفسي،

جسده بستان من البراءة

ولقلبه نعمة لا تتقهقر

ولا تنسدل....