الخميس، 29 نوفمبر 2012

صهيل الخيل


خيول الصباح تصهل، والفجر يليق بكَ

شمس الصباح هللت لحضورك

نوافذ أغنياتي فُتحت على مصرعيها

تراقص من وراء اللّحن نَفَسَكَ

تتلاطم بغزارة فوق حافة ذاكرتكَ

يعبّ النبيذ من كأسكَ خمرة القلم

يلثم من شفتيك حرارة الحرف

يمسّ لظى النار المتوهج فوق أكاليلك

فأذوب مع كل كلمة صبحٍ

في بحيرة تفتّح بركانها فوق قلبي

يا عاصف بحبّي وعشقي

يا رجل تمرّغ فوق نبضي

يا حبّ من سهام الموت احياني

لكَ قلب يعمّر شرايينه فوق روحك الأبيّة

ويرسي خيوط عنكبوته عند باب لغتك

فاحرس اليوم كنزك المفقود

بدّد جمود فكرك معي

فأنا لكً زنبقة عالية الوجنتين

تشبع من كلمة وتجوع إلى فلكك الوهّاج

فهَلُمّ إلى انتظاري المحبوس في الأنفاس

ولا تعكّر خفقات شراعي

فأنا أنثى متوقدة

بدم الشّعر مشتعلة

ما جرحتثك يومًا....

ولا حرّرتك من دعواتي المتكرّرة

فأنت طفلي الجائع إلى كلماتي

وأنا طفلتك النّائحة عند بعدك...

لا تقتلني


لا تُخفي همسك عن مسامعي

وتُلغي الرّسم من حياتي

لا تقتلني برصاصات طائشة

وتعاود إحيائي

لن أزيل الكفن المسجى فوق عيني

حين تلسعني قافيتك في السماء

فلا تكن حبيبي... كن الوفاء

وخلّد حروف اسمكَ فوق مساماتي

فأنا يا رجل المساء

عابقة بهواكَ وبخفقات النّاي

وباقية خلف شتاءٍ واهنٍ

أراقص حفيف الأشجار

فيومًا كنّا نتفيأ تحتها

بلغة فاقت الخيال

هل تذكر الآه المتكسرة فوق جراحي

وسؤالك عن سبب حبّي وهيامي

بدم الآلهة... أقسم أنني ولدت محض قصيدة

حين لامست كلماتي

فافتح ذراعيك لقلبي

وضمّني  في بقايا جوعي

لأطلّ بتكبيرة من آلاف المآذن

وأعلن الولاء الرّسمي لكيانكَ

المدفون في كياني

إليك


 

شربت مرارة المياه حتى ملّلتُ

من لظى البركان والحبّ

شفتيّ تداعب رماد الوهن

 وخواطري تهوم من الشّوقِ

 كل ما في الحياة ينبض بكَ

وإنّي لآتيةٍ من دون آه

 حجزت صوتي في صرخةٍ مع المدى

وناديت آلهة البحار والأسى

ألا هُبّي بقدراتك الخارقة

واخطفي قلبه في حربي

فقد أسرتني يا حبّي...

فهل تعود رعودكَ بعدما انطفأ الأمل؟

وهل تقيم معي في جزر العشق والوجد؟

قلبي يتفتّح يوميّا على أغنية الانتظار

ويحطّم خفقاته فوق الزفرات الحارة

ليت الحرمان ما عرف يومًا طريقه إليّ

وليت زهرك نبت في داخلي دما

لأرتوي كل مساء من حبّك

وأرويك منامات حاملة جفني

الثلاثاء، 27 نوفمبر 2012

أمضي مع لهيبي


وأمضي مع رعشة اللّهيب

حروفي تتألّم من كثرة المغيب

ويأسي يستنجدُ باللّقاء القريبِ

والنّار تُشعلني بالوجعِ والحنينِ

وغدًا أمزّق أوراقي

وأحمل صليبي

وأمضي فوق طريق وحيدة بين الجميعِ

كأنّه يرافقني فألقاه موصد البابِ

على جروحي وأمام سريري

ميتة القلبِ والرّوح... أحتسي أسلاك الوعيدِ

فيخاطبني بهواه الثّائرِ فوق حياتي

لأردّ له بقايا نغمٍ زرعه قبل الرّحيلِ

فأنا في حياتي شاعرة لم أزرع له سوى الحروفِ

وهو في حياتي رجل ساق من دمي قوام النّدى

فأمطر عليّ شعاع وشراع ووداع

ورحل مع أول سفينة صوب القمرِ

فخذني اليوم إلى حماه

وارميني فوق شطآنه النضار

فالحساب معه لم ينتهِ

وابتسامة ثغري ما زالت تشعل الهيام.

لو صدق حلمي


لو صدق حلمي اللّيلة

لكنت أغفو بين شجيرات أنفاسك

لو صدق حلمي اللّيلة

لاحترقت فيك وانصهر قلبي بموالك

فقد احتسيتكَ شهدًا وخمرًا... وغنّاكَ

اللّحن المسجّى فوق شفاهي... وقطّركَ

عقلي ومعصمي والنّاي المصاحب لكَ

ومع الصّبح نهلتُ منكَ

كرمًا غير  معهود عندكَ

لأثمر مع الصمت لحظات معك

فأنكسرُ مع عودي....ولا أهذي الا باسمك

وفي لهف مُسْكِرٍ أسأم الشّعر وأتذّمر منه

لأنه يغنيكَ دائمًا من دون لقاء

فتتركني للحياة أتصدع

أدخل حلما وأخرج من آخر

وهيهات أقدر أن أتخلّى فيه عنك

فالنّفس ظلماء من دونك

وأنا كالعمياء من دون طرفِكَ

فانشرْ أيها الصّباح جفني فوق جفنه

فما زال النّظر ينادي إليه  

ويعود... علّ منعطفات الشّعر تتوبُ

الثلاثاء، 20 نوفمبر 2012

أنا والرّوح


أشفقُ على صحراء حرماني

وتأوهات زماني

وقلبي الدّاني من الوجد والحرمانِ

ولهفي صوب عينيْكَ وصوب المنامِ

صراع روحي بين كفّيكَ والغرامِ

زفراتي الحارّة الممعنة في زجّها في الانهمارِ

تتفتّح مع عزلتكَ إلى متاهات الحزنِ

وتتقلّب مع آرائكَ مشيّعة القرارِ

فحتّى لو حطّمت خفقات شفتيّك فوق القلبِ

وترنّحت مع خمر ذاتكَ عند أفق الرّوحِ

حتّى لو خفق فؤادكَ بإنتظارِ الهديرِ

وحدُهُ قلبي يعلن الانتصار

وحده قلبي يعرف نبض الآهة ورعشة القلم

فلترحل مع اللّيل

وخذْ معكَ زهرتين

أنا والرّوح

الاثنين، 19 نوفمبر 2012

ر جل المنامات

 
يمشي صوب صباحي بوقع بسيط لأقدامه

يدنو من رعشة جسدي البارد

ويسقيني من آلامه

في عالم النّعاس أتوه

وأجوب خلف الأحلام

يراقب نجمي من بعيد

ويأسرني بألف منام ومنامي...

لم أدرِ... أكان يقتلني كل عام أم أنه يزيلني من منامه

أم يغفو كل يوم إلى جدار قلعتي ويزيلني من أقماره

فبعد ألف عام وعام .... ما زال متربعًا خلف جداري

وما زلت أستيقظ معانقة قمره بدلاً من أقماري

ومساؤه خلف الصّدى يحوم مذكّرًا الزّمان

بأنه راحل لا محال

وأن عودتي لن تكون إلا مع الضياع

فقد مللت الوقوف في الظّلام

كمتعبّدة لكَ

ولا بدّ من جلوسي فوق عتبة الفجر

لأستقبل حياتي يا موزّع الغرام

خلف أكفّ المنامات.....

الثلاثاء، 13 نوفمبر 2012

معكَ أنا


يتوقف الغد مستسلمًا

مع صديقه الوحيد اللّيل

يبحث عن اختلاف راحل مع الفجر

يفاجئ النّبضة باختفاء الشعور

ويتفاجأ مع انسدال الليل انحدار الرغبة

يعاني الشعر من ولادةٍ عسيرةٍ

فهو الحائر معكَ في خلقِكَ خلق الروح

صباحي ناقصٌ... ليلي  ناقصٌ

وأنا ناقصة من دونك

وحياتي كلّها نقصٌ في نقصٍ

يدميني كل يومٍ في حلم إلتحفَ بالأنين واللوعة

فأنت يا حبيبي الامتلاء الوحيد في جَيْبي

وبكَ أعيش الروح روحَيْن

ومعك أسقي قلبي ماء الحياة

ولكّ أنشد ذكرى صاحية في كلِّ أيّامي

لأقف مذهولةً أمام فوضى عينيْكَ

وأنكسرُ مجددًا مع غيابِك

فأبكي وألتاعُ ناحبةً

ذكرى يوم لقاء لن يتجدّدَ

الخميس، 1 نوفمبر 2012

ليالي الشّتار العقيمة


في ليالي تشرين العقيمة

تبدو ملامح جريمة غريبة

يقاتلني مساء وصباحًا بكلامه اللاذع

ويقتل كل حنين موشّح بالآه

يأخذ وقته في ممارسة اكتمال مراسم الوداع

وينحتُ على بابه كلمات القتل

ويمضي بيومه معاتبًا.... ويلوم

ذكرى حب في مخاضها تموت

فيا بدر أقل اكتمالًا في حياتي

وأقل احتفالًا بوجعي...

وأقل اشتعالًا بحبّي

سلمت روحي من تعبكَ وملح قوتك اليومي

فما أثقلك من رجلٍ ينزف كل يوم من روحي

يدفن أيامنا مع المطر المتناثر فوق أرضي

فليرحل

فما عاد لي سوى الله ربّي

ليبقَ لي الرّب وحدي....

لسيّد في العلا يفهم سرّ العالم...

ويضيء لي كل يوم نجمة في طريقي...

فأهتدي من دونكَ... يا سرٌّ ضائع فوق اللّحد....

تغريدة الوداع


ويبقى الأمس يغرّد على حافة الذّكرى

فيتغيّر لوني ولون الرّوح عند أول فكرة

كلامك يضيء شعلتي... فتولد ثانية في بالي

فأدافع عن لحظاتٍ غريبة رأيتك فيها ..

أتذكر لمسة... وهمسة

وأموت منك سيّد الكلام

لِمَ لا تُعلّم نفسك الاعتذار منّي

ومن ذاتي؟

أم أنّك لا تفهم إلا الكلمات العتيقة

الطّليقة في السّماء

لماذا تواصل حربك واجتياح كلماتك القاتلة لي؟

ألم يبقَ منك سوى سلام غريب يهوى فنون التّعذيب؟

فارحل بسلامٍ يا رجل غيّر مسارات تفكيري

وخذ ما تريد من بحاري وقلاعي وحنيني

واتركني أبحث عن طير أحلّق معه بفرح

علّني أسير على قدم الرّيح فوق ثقوب القلب الجريح