الأحد، 30 سبتمبر 2012

يوم ولادتي


حين هلّ الثّاني من تشرين

هلّت معه ذكرى ولادتي

هي ذكرى من لمعت لها النّجوم

وأسدلت القوافي ستارها فوق أعتابها

حاصرتها بلغة القصيد

منحتها قوة الكتابة والشّعر

فغاصت بين لآلئ الكلام ومجده

وعانقت حبّ الكتابة ورغبة التّحول

مع قلمٍ ذرف قصص العشق والهيام

والشّوق إلى ممالك الغرام

ولدتُ في عامٍ... وكتبت في أعوام

وسأموت والقلم يحيي أوراقًا بيضاء

ويقتسم جنة الكتابة في عالمَين

عالم البرزخ وعالم الحياة

فأنا فتاة احتميت بجنون الحروف

وامترجت معها...

بين إيقاعها ولمساتها نهضت

وبدأت حياتي بإرث غريب لائق بي

قلم... كلمة... جملة

وطار الشّعر معي

حلّق فوق السّحاب

وخاطب صراخ البراكين

حين تفور فورة العبارات

فلا انا أحضن الصّمت

ولا الصّمت يعرف طريقه إليّ

وحدي أكتبُ .... نثرَ كلماتِ العودة لا الرّحيل

وأمضي كلهيبٍ لاذعٍ يُحرقُ قلوب المتيمين

فأنا حين ولدتُ... ذبحتني القوافي في الصّميم

فنزفتُ حياةً ملأت الأبجدية بحاكاياتها الحارقة

تحت رقص مزامير العاشقين

وأدمع المتلهفين

فيا فتاة تشرين

مطرُك يهذي بين السّحاب

يعصف... يرعد... يلين

فاقطفي اليوم عباراتك

وانثريها كتابة وياسمين

وجودي كما شئت..

فوحده القدر يمضي تحت رقص تشرين

ويترك أبجديتك صارخة ..

أنا فتاة تموت مع موت الحلم

وتقوم من رقدة النّوم إلى وجه الشّعر

تصافحه وتخلق منه أجمل قصيد

السبت، 29 سبتمبر 2012

انتصاري الشّعري عليك


رائحة القهوة والقلم معًا

يسافران صوب عينيك والقمر

يمجّدان طبقات فرحك..

 فتصحو مع نبضات الحرف والنّكهة معًا

كأنّك حين تزداد بعدًا... أزداد بقربي منكَ

لأصنع لك تاريخ من القهوة المعتّقة بلحن شعركَ

وتستيقظ مع ارتداء شمس الصباح ثوبها

وتروي عطشك فوق إشراق المعنى

فأجهل حينها وجهي في وجهك

وجنوني إلى معانقة فعل سحركَ

 لن تفهم جنوني بك

 إلا بعد ارتشافك صخب صباحي

فتقدّر تآلف وقتي مع وقتك

ورحيل معاني السّلام صوبك

لأولد في كلمةٍ معك..

فتموت في انتصاري الشّعري عليكَ

انت ولا يوجد غيرك


مع قافلة الصّباح سافرت إليك

مع فجر ملتهبٍ لثنايا يديكَ

إلى موقد الذّكرى ذهبت معكَ

لأفجّر حبرًا بين كفّيكَ

متنبّئة كالفراشة بجمالية قنديلكَ

علّني أطير فوق شجر عشقكَ

أيّها الجنون المنفي معكَ

خطواتي ضياع من دونكَ

والغد يتمرغ مع الماضي في ذكراك

واليوم يعيش مع صوركَ

فيا طيف راحل كل يوم إليّ

ويا كتاب مفتوح فوق سماء صوري

ليس لي صباحًا غير الحبّ

وسؤال فوق دروب الفصول داعب مقلتيّ

لتأتي الإجابة أنّك لي إلى الأبد

 وأنني  خلّاقة بين جفنيك

حزن دفين


يأتي في كلامٍ

تائهًا في قدميه ...

حائرًا في رحيقه ...

ويرحل

يدحرج النّجوم من عليائها.. يطفئ القمر

ويرحل

ويغيب في إشارة ... مع نطفة ألمٍ

فأتقلّد خنجري.. وأرفع حجري

لأنام مجروحة في الحروف

حاضنة بقايا رمادي... والشّجر الميّت فوق الرّصيف

فها هو ملّ درب الوصول

وها هو انكسر في طريقه

فتاه مستسلمًا مع طيفٍ من الحزن

فطرحت جفوني أرضًا

وسكبت حناني طوعًا

فأنا إن كنت ملاكًا

إلا أن شيطان أدمعي لم يرحل

وجنازة الكتاب ما زالت تُحضّر

الجمعة، 28 سبتمبر 2012

لن أتكلم


لن أتكلم ....

ففي شفتي ألم مرتسم

في شفتي كهوف مجروحة

لن أتكلم وفمي قبرّ مسيّجٌ بالوجع

أفقٌ يعاند نفسه ويوقن أن اللّحظة لن تتكرر

في كل مكان زرعت كلماتي المختنقة

وفي كل زاوية نبضت لغتي العاجزة

وعند كل مفترق لمحت انفلات الكلمات

وخطاي تتشرّد

أُلقي صباحًا سلامًا لك ... أم ألقي النّار المختمر؟

فصباحي تكسّر غصنه الملتوي وانكسر بالكامل

في حضن المعنى..

في تكوين عجيب لألمٍ مدفون

كلما اختمر صعد إلى الذّاكرة

وافتعل....

مأزقًا.... جرحًا.... حنينًا

افتعل...

فراغًا معتّمًا يتراءى أم يتغلغل في وحدتي

واللغة تتناسل مع الرّمال الجامدة

وتعيش بلا اسم.. بلا إعصار.. بلا جناح

فالتّاريخ استسلم... والواقع غنّى وتغنّى

بمجدٍ راحلٍ أوغل في السّقطة...

اختنق حبًّا


أحبّك أكثر من نفسي

وأمحو من بعدك اسمي

جسدي معك وردة يانعة          

أشرق بنبض روحك ... فابتسم سراجي

 وأشعل مدن الحب وأطفأ مرايا الحزن

فأنت كما أنت

نارٌ تفتح قلبي على نارٍ شاعلةٍ مشتعلة

أنت كتابٌ .. أولّه حبّ.. آخره عشق

وسطه نبضٌ تاه بين أنقاضي

صفحاتك قصص وردية نسجت حكاية فردية

فاح منها عطر الجنون مع جمرة عشق شهية

قدّست فيك ومعك رائحة الفوضى

ليأتي وصالك فيوضبني من فوضى الحواس

ويزرعني فوق برجٍ أعطى نفسي مساحاتنا القمرية

فجلتُ .... تحت صليل ثوبك القاني

وتحمّمت بعطر شذاك المتلألىء فوق الهيام

فأنا العاشقة الأولى لك

ومن بعدي لن يكون لك عشّاق

أنا معك إمرأة حبلى بالكلمات... أعاني مخاض الغرام

وأرغب في إنجاب قصيدة لم تعهدها سير الملوك

حكايات الجنّ... وقصص العشّاق

تُقلع الأبجدية منها...  وتنزف حروفًا لم يعهدها الجان

حروف نفت من بعدها دروب الكلام

أرغب أن أقدّسك في محراب بهيّ حيث يغفو النّورس

وتختنق الأرض برماد شعلتكَ في صباح لاهبٍ بالأسرار

فأسميك الحضور.. أسميك الغياب

أسميك الحياة

حياة راكضة خلفي كنهرٍ لملم ماءهُ

فصبّه فوق تاريخ مات

ليحيا حاضر جمعك بي في وجه كل الطّغاة

حاضر كسّر معه تاريخ الحضارات

الخميس، 27 سبتمبر 2012

أحبّك ولكن...


أجاد الزّمن في رسمه في تعاليم وجهي

في احتمائه فوق رنين صوتي

وعناقه لجسدٍ أضناه الشّوق والحنين

ففي كل مجلسٍ أذكرك باسمي

وكل لقاء انثرك رحيقًا فوق رمشي

ومع كل كلمة صوتك الماسي يتتناثر مع صوتي

وتسألني كم أحبّك؟

أحبّك حب السّحب للمطر

حبّ الخريف لوداع الورق

حبّ الصيف في أحضان البحر

حبّ الشّتاء ببرودة الثّلج

وأحبّك صورة مميّزة عشقت رسمها

عشقت معها جلسة من دون ميعاد

صدفة رافقتنا في الحياة

وضاعت الصّدفة

وبقيت أعقد هدنة مع القدر

علّه يشفق على نفسٍ

أحبّت ولم تحبّها الصّدفة

وانتظرتك العمر كلّه


وانتظرتك العمر كلّه

فوق دروب الحياة الشّائكة

عانقت رحيقك المسائي

ووقفت بعيدة أتأملك

فأنا أتألم عشقًا

وأموت عشقًا

ووجعي في حبّك يزداد حنينًا

فأنا قضية صعبة الحلّ عند غيابكَ

 مخيفة في لهفتها الى اللقاء

فدم النّحر يُسيء إلى الغياب

يقيس وجعي قياسًا صعبًا

يصفعني بكؤوس اللّوعة

 ويرميني فوق شوكة اللّوعة وسكين البعد

فأتأوه... وأتلوّع.. والنّار لا تجافيني

تسكب فوق ورقتي.. فوق  أحلامي.. فوق آهاتي

كلمات وردية... تحنّ إلى لمسة سحرية

فأتمرّغ فوق نيران قلبك

وأذوب حنينًا ولوعةً

وأجدّد معاهدة معكَ

فلا شيء يضاهي حبّك المنثور وراء البحار  

ولا شيء يضاهي عشقك المنسكب وراء الصّفحات

الثلاثاء، 25 سبتمبر 2012

مزج الألوان


·         وسط بعثرة الألوان  

أتناوب مع الحياة

أمزج ألواني بكأسي

وأتجرع طعم الثّبات
أعيش فوضى في الحواس

وأفكاري مبعثرة فوق الرّصيف

أعاند ارتباكي العنيف
واجتاحك أيّتها اللهفات
قلبي يصارع التاريخ

والرّوح على موعد مع اللّقطات

تلك الهنيهات عشقتها معك

ومن دونك رافقتها في الذكريات

ليتك تعود يومًا مع فوضى أيامي والألوان

تحمل الليلكي وتدمجه برفق مع وردة الصباح

وتنثر الأصفر الحائر أمام يدي ولّمسة الايحاء

تُسقط الأحمر القاني في باقة من انفجارات الغرام

تلاعب أرجوانية حياتي... وتودعها حنين الجمرات

تكلّل نفسي بالأخضر الهانئ بإحياء النّار في الحاضر

تخطف بصري من أزرقك المتماوج مع هيجان الأرواح

وتلامسني بباقة ورد متفنّنة في استدرار العطف

فأموت حين لمسها من حدّة ألوانها

وأعود حين أشّمها إلى الحياة

فالشّهور كلّها جمّعت لي باقة من أشهى الباقات

الأحد، 23 سبتمبر 2012

عندما تكتبك قصيدتي


عندما تكتبكَ قصيدتي

أرسل السّلام مع كل كلمة فيها إليكَ

 أحمّلُها أبجديات عيونك وأشلاء دروبك

وأستدرج ورود حياتي لتوقظَ حصاد أيامي في أعماقكَ.

فكل شعر رماكَ بين سطوري... هو شعر النّور

وكل كلمة تبسّمت لحروفكَ .. هي كلمة الرّوح

والرّوح لن تعيش من دونكَ..

 لن تصحو الا بابتكارات معاجم حبّكَ

فأنت يومًا علّمتني كيف أسير خلف النّار

وأركب محارة البحار

وأُخرجُ من الأشياء لقاح الحبّ وإكسير الهيام

فهل تضحك حين تقرأني أم تبكيني فوق السحاب؟

أم تعيدني طفلة إلى ملكوت قلبك

أم أنني لم أعد سوى دمعة تنثرها فجرًا

وتمحوني في كل الأيام

وأسألكَ

أيشرّدني الملل عند أبوابك؟

ويجتاحني وقت منسيٌّ عند قهوتكَ؟

فأجهل حينها غبار الأيام

فقد مسحتني بمناديل الهباء

فضعت من أيامكَ وبقيتَ في أيامي

تحمل لواء الصّحوة القاضية

على نفسي العاجزة عن النّطق

باسمك واسم الغياب...

لا تتغرّب


أتتغرّب عني وتنأى

وتعود إلى نفسي في كل فرصة

فتتجدّد عنقاء مشاعري

وتخلق جنة في ناري

وتُطيّر حلبات انكساري

فأنا في صراع مع الماضي

وأنا في توقٍ إلى مستقبلي

أكلما هجرتني وهجّرتني

ألومك على بعدك.. وعلى انكساري

فيا من تألّق في حضن يومي

تباركت عينيك الخلّاقة لأبجديتي

السّابحة خلف يدي ..

والكاتبة باسمك لا باسمي

فأيها الرّجل العربي

كيانُك هزّ كياني

ووجهك غطّاني

فإن كنتُ أنا من تشاؤها نفسك

فكُن من أشاء

ولا ترتطم بموطن بعيد عن جنوني

وتتشرّد بين حروف الحب ومعزوفة العشق

وابنِ سيرتك الذّاتية في روحي

فأنا من دونك قبيلة مقتولة في الصميم

وأنا مشرّدة عند أبواب الطّلول

فلا تقتل قصيدتي وتجعلها غير مكتملة

وامشِ وراء جسدي المتفتّت عند عناق يومكَ

وتبخّر في انفاسي لأكون مسجونة إبريق غرامك

وأجاهر حينها أنني الميتة والحية في وصية حياتكَ.

السبت، 22 سبتمبر 2012

عندما تكتبُكَ قصيدتي


عندما تكتبكَ قصيدتي

أرسل السّلام مع كل كلمة فيها إليكَ

 أحمّلُها أبجديات عيونك وأشلاء دروبك

وأستدرج ورود حياتي لتوقظَ حصاد أيامي في أعماقكَ.

فكل شعر رماكَ بين سطوري... هو شعر النّور

وكل كلمة تبسّمت لحروفكَ .. هي كلمة الرّوح

والرّوح لن تعيش من دونكَ..

 لن تصحو الا بابتكارات معاجم حبّكَ

فأنت يومًا علّمتني كيف أسير خلف النّار

وأركب محارة البحار

وأُخرجُ من الأشياء لقاح الحبّ وإكسير الهيام

فهل تضحك حين تقرأني أم تبكيني فوق السحاب؟

أم تعيدني طفلة إلى ملكوت قلبك

أم أنني لم أعد سوى دمعة تنثرها فجرًا

وتمحوني في  باقي الأيام

وأسألكَ

أيشرّدني الملل عند أبوابك؟

ويجتاحني وقت منسيٌّ عند قهوتكَ؟

فأجهل حينها غبار الأيام

فقد مسحتني بمناديل الهباء

فضعت من أيامكَ وبقيتَ في أيامي

تحمل لواء الصّحوة القاضية

على نفسي العاجزة عن النّطق

باسمك واسم الغياب...

ورطة خارجة عن المألوف


هوذا الآن يسافر بين أحلامي وواقعي...

 يسدل ستار النهاية...

 ينسحب مستسلمًا...

 فالكأس مريرٌ وأمرّه شرابه...

والعلقم نام فوق السّكر وأذابه.....

فقد كان حبّا رسم معالم الغياب قبل الحضور

قدّم النورس على مائدة الذبح

وانحدر مع اسمه متخلّيا عن مجد حبّي

فكان اسمه نارا أشعل حنجرتي الباردة

غير أنني أصرخ شاردة

فلحظة مذبوحة... ولحظة يائسة

نزفت من عباءتي الأفول

خلخلت زوبعة الجنون

ونامت الهزيمة بين يدي

لم تعد النار إليّ

والأنثى التي صرخت: كلا

حملتها سمّ الكلمات إلى وخز الورقة

فما سميته يومًا ملكا

عاش ملكا ومات طفلا

خاليا من ورطة لم أعد ألمح نفسي فيها...

أحمل لغتي وأمضي


أحمل لغتي وأمضي

وليس من موت قريب لها

أحمل لغتي وأمضي

بكلماتي.. كلمات أميرة الإحساس

همّي لن يتوقف... نبضي الوجع الكبير

يدخل في أوردتي ... يداعب بتلات الكلام

يبحر في شراييني... يقطّع قلبي

فيمتلئ المكان بشعري

فقد جدّدتني الحياة... جدّدت قلمي

جدّدت اللّغات

فأترك لهاث قلمي وأركض صوب الأوراق

يفاجئني أعدائي.. أعداء الكلام

يسقطون لغتي... يخرّبون النّبرات

وأنتظر... دروبًا مدّها الكتاب

لأعيش في ذاكرة كتاب

أضاع اللّحظات

نثرني مبعثرة فوق الأوراق

لا شيء يجمعني سوى لغة الرّحيل

من رحم السّقوط والإنتظار....