أين هم عرب الزّمان؟

يا صحراء خالية من أكف الزّمانَ

تنادي العربَ

أين أنتم في الميدانَ؟

ورماح حزيرانَ

والأبطال الشّجعانَ

الكلّ يقتلُ الكلّ

والفئران غطّت المكانَ

أين يقظان؟

أين الثّوران؟

الكرّاسات تُرمى... والقاعات خالية إلا من الأحزان

ولد يبكي... بنت تعبانة

نزاعات... شقوق.... حوارات مع النّيرانَ

الكلّ يحترق... الكلّ يموت مقتولاً في زمانَ

وأنا بل وأنا معه مذعورانَ

من نبأ يحلّقُ فوق حصان طروادة النّدمانَ

فجيعة حلّت من بومة الزّمانَ

وسكنت أرجاء بلادنا التّعبانة...

لترسوَ نقاط دمٍ جالت وصُبّت بأمانة...

خمرة الأقلام

أنا من فتّقت من رؤوس الكلام

كلمة...

وفكّكت من أعناق الأبجدية

حرفًا...

يبوحُ باسمِك يا كياني

أنا من سكنتْ بين أضلعِكَ

جملة...

تعربشُ كل لحظة فوق السّحاب

وتثرثرُ مع الذّاتِ بطعمِ الرّمّان

لا تحذر... لا تخاف

من نكهة الرّمّان

إنّها معتّقة بين الخلقِ والخالقِ

فلا تجعل الطّعم مرًّا مُرّ الأيّامِ

بل حلوًا كحلاوة الآهاتِ

واخلقْ قدّاسًا خاصّا بنفحاتي...

حتّى أخلدكَ كاهنًا لن تصلبَه أيّامي

يتقطرُ من لسانهِ عسلَ الكلامِ

لأشربَ من كأسِهِ خمرة الأقلامِ...

27/3/2013

كيف أقتلك بسلام؟

انكسرتُ في قلبي حبًّا

فتفتّحت محابر لغتي من لهب الجسدِ

أكتبك صباحًا مساءً

أكتبك روحًا جسدًا

وتكتبني لهفة اللّمسةِ

شهقتُ فقد وقعت تفاحة آدم

وأخذت أدور مع غرامي

ورودك وأساور حبّك

كأشواك علقت بها ولم اعرف

كيف أتخلّص من الأشواكِ

منذ اعترفت بي أنثى

تلاقى المعصمُ بالمعصمِ

وتوردّت قُبَلُ الغرامِ

منسكبة فوق مجلداتي

كيف أعاجل نفسي بطعنةٍ

بعدما كنتُ سرّ الطّعنات

كيف أقتلك من نفسي

كي احيا بسلام...

27/3/2013

من أنا؟

أنا صرخة في الوجود

لا أخزّن صوتي في الرّماد

أنا رائحة القهوة عند الصّباح

تتدلّى من الهال

أنا حلم يطال كلّ الأحلام

واسمي يطير مع الحمام

كلّما عبرت السّفن ضفاف الأنهارر

أنا جاذبية الكلمة حين تقتات من عيوني

دمعة... وتهرب من لسعة الجنون

أنا سرٌّ ينجلي حين تعانق الشّمس الورود

وتكتفي بأغنية العودة

أنا رغبة في البكاء لم تدركها أية جفون

عندما يُفرغ الوجع هديل الأنين

أنا سيرةٌ في الحبّ الخالد

أطرّز آلامي فيه بمنديل يكفكف آهات وعيون

أنا عصفورة حرّة فوق لمعان الزّمرد

حمولة آلامها فاقت المحمول...

واحتمالات هذيانها لا تخون....

 

 

 

12/3/2013

إلى رجلٍ لم يُحسن الوداع.....

 

اكتفى بوداع الجراح ولم يودّعْ

حُلمَ حبّه .. ولم يقدرْ

بترَ جوانح العشق

ولم يتفنّنْ ...

في قتل مشاعر تُعلّقْ

كأيقونات فوق ممالك القلب لا تُبترْ

لم يودّع حلمًا جميلا .. ولم يفعلْ

هدأت أصواته القاتلة وإغراء الرّحيل ملّ

من العصف فوق دروبه المبتلة بخطىً من زبدْ

لم يكن رحيلاً... بل كان كابوسًا

قتله قبل قتلِ رياحين الحلم الأغرْ

أبطل تواقيع الزّمان والغدر

وكتب بدماء الرّوح

قادمٌ ....

من مسالك الورد صوب زنبقة الوعد

مسافر إليها من دون زاد

 لأنّ حبرَهُ فَسُدَ ولم يبطلْ

كي يكتبَها صبحًا ومساءً ولن يقوى

على الرّحيل عنها ساعة بل أكثرْ

لأنّها حبيبة الصّميم ولم تزلْ

فإليك يا رجلٌ لم يُحسن الوداع

ولم يزلْ...

يطرقُ أبوابي بأدبْ...

اتركْ الماضي والألم وسرْ

معي في سباقٍ مع الزّمنْ

وحده النّهار ينجلي ولن تجدْ

فيه غير عينيّ ودمع اللّقاء المرتقبْ....

 

 

20/3/2013

أغنية الآه

في توابيت الأحبّاء أغني الآه

اغيّر تقاسيم الوجعِ

اعلن الانهيار

أنتظر آخر اللّيل حتّى أبكيَ النّهار

لأنّ حبيبي غائب عن النظار

حفظت وجهه عن ظهر قلب

ولم يحفظ لي حبّي المحتار

وشكّل على منبر لغتي حضوره الغدّار

فعلّقت مشنقتي فوق قصيدتي

وودّعت أناشيد الغار

ورشوت الممر كي لا يشكو من الدّرب الطّوال

عانقت البحر بعد اشتداد الأحزان

ورميت آخر خيوط الهمّ والدّوار

وكم نظرت إلى هيجان الموج الفوّار

لأن غدًا ليس لنا لقاء...

ليس لنا لقاء...

ولنا موعد آخر مع النّهار

12/3/2013

خذني

 

خذني.... إن أردت العودة يومًا

إلى كرومِ الحياة...

خذني ... إلى ملتقى آخر

وميعادِ...

خذني من غضبي

من حالات انهياري

واجعلني وشاحًا تلفّ به عنقك اللّهابِ

تعمّد من ماء طُهري ولا تشدُّ وثاقي

لأني ارتبطت بكَ من دون أسر أعناقي

ولكن حذارِ.... من جوعي وهذياني

إذا ما لسمتكَ فقدت أعصابي

وتنازلتُ عن دروب الضّياعِ

لأعيشَ في قبلةٍ زرعتها لحظة غيابي

وذيّلت بها أثواب أثوابي...

12/3/2013

احلام منتصف الليل

تخبّطُ بكَ منتصف اللّيل

في حلمٍ بهيّ المرآة

فاحترق قلبي بدخان الشّوقِ

صرتُ متجعدة الآهاتِ

سكنتُ قرب رائحة قهوتك وغبار الأيامِ

وشهقتُ من الدّمعة وغيابك المدرارِ

هاجس الحبر فارَ صباحًا ليُلاقي

غصّةً وآنةً وصراخًا ليتهُ ينتهي

حاولت أن ابتعد عن الوقتِ

وأسلّم نفسي للواقعِ

فرأيت أنني سجينة حبّي وغاياتي

رغبتي في قصيدةٍ بكَ تجمعني

من الحرف الأوّلِ حتّى الختامِ

لينتشر عبيرُ جسدك فوق اللغةِ والغرامِ

آهٍ من لوعةٍ

تسيّرني صوبَ نزفي وشهقاتي

تقاطع حلمي في لحظة غدرٍ مع الفجر

لاستيقظ مضرّجةٌ بدموعي

وأرتعش من خوفي الفقدانِ

 

من دون أحلام

نسيت أن أتذكّرك في حلمي

وأضيع معك في لعبة الجنون

نسيت أن أرعاك كطفلٍ

يتمدّد فوق حوافي السّنون

نسيتكَ وليتني تذكّرت

الهراء الجهنميّ

وأكذوباتك المتكررة

والحقد القاسي المسنون

نسيتك.....

فرميت احلامنا بين لهيب الهجر والأفق المغلق

وليت الحلم كان استعراض المفتون

مثقلة بكوابيس اليقظة

لأتقاطع مع الزّمن وحيدة

فقد كنت كلّ شيء

وصرت لا شيء

بعدما عزّ عليك

اللّعب مع كمين العمر الحزين

والتّواصل مع شمس ملغومة

بحبّ بعيد المنال

1

17/3/2013

ملء قلبي

 

ملء قلبي أحبّك

وأعيش بإغراءات لغتِكَ

ملء قلبي أتنفّسك عشقًا

وأمجّد قران الوعي معك

لأنّ عمر الورد نشأ بكَ

وهوس الجنون تفنّن معكَ

عاطلة عن العمل من دون حبّك

وشرّيدة عن العالم إن بَعُدْتَ

لن أعتذر عن حلمٍ صحوت منه

لأنّ الواقع أبهى عندكَ

قصير عمري إن لم أوفيكَ حقّك

وأسترجع قلبك منادية باحتلالك

فلا تمتلئ بنرجسية لغتي

إنّي خلّدتك أميرًا بين حروفي

لتخلّدني ملكة عرشكَ

17/3/2013

ما أمرّ الطّعنة!

 

في سريري بقايا عطر مذبوح

من جنّة ثمارها خاب ظلّها لينوح

في لهاثي كلمة مخنوقة

وصخب ليته يبوح

في قرارة ذاتي حزن خلاّب

يسكب بين جفني الدّموع

وأفوّض قلمي ليكتب

ولا يكتم

آهة تدغدغ الرّوح

في صمتي كلام

يؤكّد حجم الخشوع

وبين كفّي سلام

لم يكن سلامًا

كان وداعًا جليًّا عن البوح

كم مررت بطعنات

وشفيت منها ..

وما أمرّ تلك الطّعنة!

قادتني إلى الجروح

كيف أقول لك ؟

أنك طبعت مسحة حزن

لا تروح....

 

حين حضنت القمر

حين حضنت القمر

وسكبت في قرارته الوله

رسمت بيد الشّعر رغبة

وتآخيت مع الشّروق عطشى

كيف أروي للقمر؟

عشقي المفتون به

كي يرى العالم ملاكي

ويخشى...

من تسلّق عتبات روحي

لأني أنثى ...

أحبّت وقصّت كل جناحيْها

عند فجر لملم على كتف النّسيم

حظًّا رماه بين كفّيها..

لتعبق في أكفّ الزمان جذلى

فلا تقتل شِعري بسمّ البعاد

وابقَ....

إنّك الرّجل الّذي دمّر

حزنًا لفّني به الزّمان

ورحل...

القدر

 

بين أقداري وأحوالي

الموت يكتب أيّامي

فأسكن في السّؤال

وأترنّح من دون إجابتي

فما هو سرّ مدادي؟

والحبر المتبقّي فوق أوراقي

أنقش منذ الصّباح النّقاط

كي أضعها فوق حروفي

لأتنبّأ بمستقبل دربي

وأسكن في صمتي

تداعبني فواصل حياتي

ووحي القلم

فأحمله جريحًا يسكبُ بيض معانيه

ليمحو سواد الزّمان

فتزهو زهرة الحزن

وتختار عطر خمائلها

لتزدان بوجه العنفوان