الأحد، 13 يناير 2013

أقام الكاتب والباحث أحمد القاسم الامين العام المساعد لمبادرة المثقفين العرب حوارًا مع الشّاعرة نورا مرعي

   
 
 

حوار مع الكاتبة والشاعرة اللبنانية د. نورا مرعي
الكاتب والباحث احمد محمود القاسم
ضمن سلسلة اللقاءات والحوارات، الثقافية، التي اقوم بها، منذ فترة بعيدة، مع مجموعة من السيدات العربيات، من المحيط الى الخليج، بهدف تسليط الضوء عليهن، والى إظهار رقيْهن ومدى تقدم المراة العربية وفكرها وقيمها ومبادئها، واحترامها للرجل وخصوصيته، وَأتناول في هذه اللقاءات أيضاً، بشكل عام، دور المرأة في المجتمعات، التي تعيش ف...يها، ومدى تقدُّمها، ونيلها لحقوقها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، إضافة الى معرفة الدور والنشاطات الشخصية التي تقوم بها، المُتحاوَرْ معها، على الصعيد الشخصي والاجتماعي، وافكارها وهواياتها وطبيعة شخصيتها، والمجال الذي تخدم فيه، وكتاباتها المتنوعة ايضاً، وكيفية فهمها لواقعها المعاش، كان لقائي هذه المرَّة، في هذا الحوار، مع الكاتبة والشاعرة اللبنانية نورا مرعي، وهي طالبة تعد لرسالة الدكتورة، شخصيتها شابة في مقتبل العمر، تتَّصفْ بالعفوية والبراءة كثيراً، تتمتع بقوة الشخصية، وبالذكاء والجرأة والصراحة، والطموحات الكبيرة، تعشق الكتابة والشعر كثيراً جداً، كعادتي مع كل من احاورهن كان سؤالي الأول لها هو:@ من هي الكاتبة والشاعرة د. نورا مرعي؟؟؟؟
# انا كاتبة، عَرفَتْ معنى الكلمة في حياتها، وتأثيرها على الآخر، سَعتْ بكل قوتها ونبضها الابداعي، في ان تشَّكل الكلمة عندها، سلاحاَّ، توجهه في وجه من يؤذيها، وسلاح آخر، في وجه من يحبها وبثمن قدراتها، هي إنسانة أحبّتْ الحياة، والناس، وَزرعتْ البسمة والايجابية، في نفوس كل من التقتْ بهم. على الصعيد الأكاديمي، فأنا طالبة دكتوراه، أعشق التعلم والعلم، أمارس مهنة التدريس منذ مدة، طالبة مبدعة وفق شهادات العديد من اساتذتي، وممَّيزة بطاقاتها ونشاطها الخلاق، واحب قتل الوقت بشتى انواع الاعمال، ان كانت على الصعيد الدراسي، او المهني، او حتى الابداعي، في حياتي عرفتُ أنواعاً من الآلام، واختبرتُ الفرح والسعادة، وذقتُ أحلى واشهى اللحظات، كما تعرّفتُ على أمَّرّها، من هنا، تكوَّن عندي هذا الحس الشعوري العالي، ما جعل الجميع، يُطلق عليَّ لقبْ: (شاعرة الاحساس).
@ ما هي هواياتك؟؟؟
# احب القراءة جداً جداً، واكتب القصائد الشعرية، وأحب سماع الموسيقى الهادئة، والتصوير الفوتغرافي، وأعشق المشيْ. وقالت هذه قصيدة من قصائدي الشعرية، ارجو ان تنال اعجابك:
امضي إلى لست أعرف، ما زلت أسير وأسير، ريما أصير يوما ما اريد، ربما تتحول الفكرة إلى واقع، وأطير، سأصير يوماً، إمرأة استثنائية، يُحرق وجودي، بعض الطيور، فأنا ما زلت حوارا يأبى الجميع التخلي عنه، وأنا ما زلت رهينة الحياة، رحلتي الأولى أحرقتني، وما زلت أسير إلى المعنى ... لا الغياب، لا الدّمار، لا الأنين، سأصير يوما شاعرة، وأمسك لغتي وأعزف بها لحن الأصيل، فلن أقول يومها كُنتُ، بل ما سأكون، فلا الرّحلة ابتدأت.. ولا الطريق انتهت.
@ ما هي الأفكار، والقيم، والمباديء، التي تؤمني بها؟؟؟
اؤمن بالقضاء والقدر، وبأن لكل انسان قدره المرسوم له، ولكنني، اؤمن بالله سبحانه وتعالى، الذي منحني قوة الارادة، على مواجهة الصعوبات، بابتسامة وقدرة عالية، على التحمُّل وتجاوز جسورًا شائكة، يمرّ بها كل انسان في حياته، المباديء الأخلاقية والإنسانية، بالنسبة لي خط احمر، لا احب تجاوز تلك الحدود، أؤمن بالحرية، ولكن ضمن حدودها ايضاً، واطالب بالمساواة الحقيقية، أؤمن بالشرف، وثوبه العفيف، أؤمن بالنزاهة، التي تشكل نقطة قوة في حياة الانسان، أؤمن بالصداقة، التي هي جزء اساسي في حياتي، ورمز جعلني اصل الى الطريق السليم، أؤمن بأن الضعف، يخلق قوة، أؤمن بأن أهم ما يميّز الكاتب، لغته الصادقة التي تصل الى روح الآخر، قبل أُذُنه، أؤمن بأن الصمتْ له مكانته، والكلام له مكانة أخرى، أؤمن بالتغيير الحقيقي، والذي يأتي عن قناعة واقتناع، وأخيراً أؤمن بالموت والحياة.
@ هل يمكن اعتبار شخصية السيدة نورا، قوية، وجريئة، وصريحة، ومتفائلة؟؟؟
# بالتأكيد، قوية لأنني واجهتْ في العديد من الأماكن، مواقف، كنت فيها قويةٌ، في مواجهتها، كما انني جريئة، لا أَخاف من المجهول، أُحب المغامرات كثيراً، وأَعشق جُرأتي، لأنها جزء من نجاحاتي، صريحة، لأنني اكره الكذب، وارتداء الأقنعة، وقد كتبتُ منذ يومين قصيدة عن هذا الموضوع وهي : بَشَرٌ ما تراكَ تقولُ فيهم..أنتَ.... يا فكري النّاطق بهم...بشرٌ عوّدوكَ على رجّ العقل، جمّعوا من نقائض الزّمن، ما لا تَطيق منهم...يتقنّعون كل يومٍ.... وكل دقيقة، بجزيئات غريبة من الجنون...بشرٌ أبصارُهم ملتفّة حول أجسادهم، تتحيّر في الرّدِّ على أقوالهم..واحد عاقلٌ يلغي عقلَه، وآخرٌ مجنون يُنبتُ مجانينه، بالكلامِ أرجوهم الابتعاد، عن ذاتي وفكري ودماغي، بشرٌ انزعوا قناعكم، فلا يزال وجهكم يبغي الوجود، لن تكونوا فوق رصيفي سوى وهم، أزيله من على قارعة صفحاتي، قلّبوا ما شئتم بأقنعتكم المزيّفة...فقناعي القناعة بمن حولي..والله معي يحميني...كونوا كما تريدون في تاريخكم، وحدي أكون من دون قناعٍ يُلغيني...لانني لا اجب ارتداء الأقنعة اكون صريحة حتى لو أدى الى خسارتي شيئا ما فأنا اؤمن بأنني سأصل الى افضل منه.
@ انا قناعاتي، انه وراء كل عذاب، وتخلُّف امرأة رجل، ماذا تقولين ، بهذا المجال؟؟؟
# ليس بالضرورة، السؤال يحتمل إجابتين، قد يكون وراء كل عذاب إمرأة رجل، ولكن قد يكون وراء نجاح كل إمرأة رجل ايضاً، أما بالنسبة للتخلُّف، فأنا ارى ان المرأة، هي التي تسمح لنفسها، في الوصول الى طرق التخلَّف، فوراء كل رجل عظيم إمرأة، ووراء كل إمرأة عظيمة رجل ايضاً.
@ هل انت مع حرية المرأة، اجتماعياً واقتصادياً؟؟؟
# باتأكيد، لأسباب عديدة، اجتماعياً، لأنها بحاجة الى اثبات وجودها في الجتمع كغيرها، من النساء، اللواتي تمكَّنَ من ان يُظهرن ذلك، وفي مراكز عديدة، ومناصب هامة، وفي مواقف ارشادية، ذات قيمة، واقتصادياً، لأننا اصبحنا نعيش في مجتمع المرأة والرجل، كائنان لهما استقلاليتهما، الواحد عن الآخر.
@ ما هو رأيك بالحب، والصداقة، والحب، والزواج، عبر صفحات التواصل الاجتماعي؟؟؟
# أؤمن بالحب بكل أشكاله، سواء اكان عبر صدفة، او عبر صفحات التواصل الاجتماعي، ولكن للأسف، صار في الآونة الاخيرة، يمارس بشكل بشع ومدِّنس للأخلاق، فيه كذب وخداع، وفيه تسلية، وشهوات، ونزوات، أنا ضده اذا تحوَّل الى هذا الشكل، بالنسبة للصداقة عبر شبكات التواصل الاجتماعي، اعتبر انها ساعدتني في اللقاء برفاقي، والتواصل معهم، بشكل أَسرع، خاصة صديقاتي المسافرات في الخارج، الزواج عبر هذه المواقع، قد ينجح، ان كان بالفعل، مبنياً على اسس واضحة، وحقائق جلية، امام الطرفين، وقد يفشل، اذا كان بدايته ركيكة، وغير مناسبة، او ربما مبنية بشكل خاطىءْ، بهدف التسلية، من أحد الأطراف، لا اخص في كلامي الرجل، ولا المرأة، لأن ما نراه في مجتمعاتنا، صار يُطال الجميع على السواء.
@ هل تعتبر السيدة نورا، ان الشبكة العنكبوتية، نعمة ام نقمة ولماذا؟؟؟
# هي سلاح ذو حدين، نعمة، ان أحسنَّا استخدامها في عمليات البحث، والعلم الاكاديمي والتواصل مع الآخرين، بهدف الحوار، وكسب المزيد من المعرفة، والثقافة، والتعرف، الى أشخاص، قد ساندونا، في امور عدة، ولكنه سلاح خطير، ان أسأنا استخدامه، او دخلنا الى طرقه غير السليمة، فنحن هنا، سننجرف، ونخسر قيمنا واخلاقنا، ونختار طريقاً غير سوي، وربمَّا يؤدي بنا الى الضياع، وتصرفات لا اخلاقية، تسيءْ الى عائلاتنا ومجتمعاتنا.
@ هل تؤمن السيدة نورا، بنشر الثقافة الجنسية، بين الجنسين، وترى بأنها لها ضرورة ملحة ام لا؟؟؟
#اعتقد في زمننا هذا نعم، لأنه بات مفهوماً، ويُفهم بشكل خاطىء، خاصة، من قبل جيل الشباب والمراهقين. وقالت لك هذه القصيدة بمناسبة سقوط الأمطار غزيرة في لبنان:
أَمطري يا سماء الحب ربيعا، لم يعدْ في عروقي غير الصّقيع، واستسلام لفطرة الشّعر، بأمواجه العتيقة، امطري يا سحاباتي، فوق مدائن عشقي، لا رفيق يؤنِّسْ، ولا حبيب، فقط عابرٌ يُدَندنْ عند المساء، بكلمة وديعة، مرآتي ملّتْ عني الوقوف أمام تمُّوجاتها، والكرسي هجر المكان، والزّفير، ما لي أراك مُقهقهًا من بعيد، أما عَرفتَ غير الهجوم عند المَغيب، إنّك المُنقلب فوق الكلام، غسّلْ اليوم صُوَرك بخواتم البخَّور، واقطع دروبك الواهنة، في زمن السّقوط، وارتقبْ صخرتي المتدحرجة، في دعوة إلى الخلُّوْ.
@ ما هي اسباب التحرش الجنسي في رأيك، وما الأجراء الممكن ان يقلل من نسبة حدوثه؟؟؟
# انا اعيش في مجتمع، الحمد لله، يتميَّز بالاخلاق، ولم اتعرَّض ولم اسمع عنه كثييراً، في مكان اقامتي، ولكن، اعتقد ان السبب قد يكون لباس المرأة المثير والغير المحتشم، وتصرفاتها غير اللائقة، التي تسمح للرجل بذلك، او من وجهة نظر أخرى، الرجل الذي يجعل شهوته تسيطر عليه، ويتصرف بشهوانية حيوانية، من دون ان يمارس عملية التفكير، تلك النعمة التي قدمَّها الله سبحانه وتعالى لنا، كي نكون بعيدين عن البهائم، في تصرفاتنا، وكي لا نقوم بأمور لا اخلاقية، فنتحرَّشْ بنساء حرّمن علينا.
@ ما هي علاقتك بالكتابة، ومضمون ما تكتبيه، ولمن تكتبي، وما هي الرسالة التي تود ايصالها، من خلال كتاباتك؟؟؟
# الكتابة، هي ان اخطّ كل ما يخطر في بالي، بطريقة تُترجم مشاعري، عبر أبجدية صارخة، ومعبّرة وشفّافة، هي أن ترسم كل أحلامك، وآمالك، فوق الورق، هو حالة معينة، يعيشها الشاعر، في لحظات مع النفس، يكون فيها عابق بتمَّوجات روحية عالية، قد تكون سعيدة، او حزينة، او ربَّما مُتناقضة، إذْ يختزل مشاعره، عبر اسطر قليلة، برؤيته، ورؤاه الذاتية، هي قدرة بارعة، على اللعب والرسم، بالكلمات، لتكون لوحة، رسمها باحرفه، الشاعر في كتابي الأول: (شظايا فوق الذاكرة)، كتبتُ لكل ما يُرافق ذاكرتنا من اوجاع وآلام، تعصف بنا، وتكون كشظية، تؤلمنا، كل ما تذكرناها، اما في كتابي: (نفحات أنثى) فكتبتُ للمرأة وعنها، وكتبتُ قضايا المرأة، عن معاناتها، وحبها، وصداقاتها، وكل ما يتعلَّق بها، اما في (تغريدات عشقية) فقد غَّّدتُ للحب والعشق، وقلت للحبيب " كأنّ فراغي ممتلئ بك... عابق بحبك، فهل انا احبك؟ أم اتنفَّسك عشقا؟؟.....أما الرسالة التي اود ان اوصلها هي: ان الكلمة، هي الطريق الوحيد، للوصول الى الآخر، خاصة، ان كانتْ مفعمة بالاحساس الراقي، والهادئْ، وخالية من الكذب والغش، اللذين اعتدنا عليهما في حياتنا. اكتب الشعر، وعندي صفحة خاصة بشعري، اسمها (شظايا من الذاكرة) وموقع الشاعرة نورا مرعي.
@ هل تؤيدي بزواج الرجل، بمثنى وثلاث ورباع، بدون اي مبررات مسبقة؟؟؟
# بالتأكيد لا، لأنني اعتبر انه لا يمكنه، ان يكون عادلاً، حتى لو كان عادلاً بالمال والماديات، لكن بالحب مستحيل. قالتْ وهذه قصيدة اخرى من قصائدي :
في أيّ حلم تحضرُ أكون، ومع جدائل الأبجدية المستوية فوق الجفون، كسنابل القمح تتلوى فوق الحروف، فأستحضركَ، مع نرجس الجنون، أيا حلم غطّى فوق سرير، ليتهم يعرفون، كم ذُقتُ معك أطيّب الأحلام، وليتهم يرجعون، ما سوف يحدث، لو كنتَ أنت سيِّد منامي والعيون، وما هاجسي في الحياة، سوى أن تكون، وحدك عرفتَ سرّ الأغاني، في حُنجرتي، وسرّ النجوم، كم ألقاك، كل يوم فوق أعتاب بابي حنون...ما زلت فوق طريقي، تعيش رغبة الوصول، فتمهّل إنّك سائر من دون عهود... انتظر... ما هكذا ترنو من سيّدة السّمو....
@ ما هو رأيك، بثقافة المرأة اللبنانية، وهل أنت راضية عنها؟؟؟ وكذلك بثقافة الرجل اللبناني، ونظرته للمرأة اللبنانية، وتعامله معها وهل انت راضية عنها؟؟؟
# راضية عن ثقافة المرأة اللبنانية، التي صارتْ عندها قناعة بأهميتها، وكينونتها، وكيانها، واستقلاليتها عن الرجل، واعتبر، ان الثقافة، جزء مهم في الحياة، تُعطي المرأة قيمة عالية، ونظرة مختلفة عنها... وتُبعد نفسها عن الشعور بالدونية، اعتقد بأننا ما زلنا نعاني، بأن الرجل اللبناني المثقف، قليل وجوده، واتكلم عن تجربة، وعن واقع محيط بي، قلّت ثقافة الرجل، اما نظرته للمرأة اللبنانية، فهو مغرور قليلاً بنفسه، لذلك انا غير راضية كثيراً عنه.
@ ما هي طموحات واحلام السيدة نورا، في العام 2013م التي ترغب بتحقيقها؟؟؟
# ارغب ان اقوم بإصدار روايتي " هذا هو قدري" وأن اتمكن من انهاء سلسلة تغريدات، وان تصبح بين ايدي الناس، كما اتمنى ان انهي دراسة الدكتوراه ..... واتمنى من ناحية اخرى، ان يعمَّ السلام في وطني، وان يكون لبنان، مُختلفاً اجتماعياً واقتصادياً.

انتــــــهى الموضـــــوع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق